لماذا لا يركز المغرب على استرجاع سبتة ومليلية؟

3 يونيو 2021آخر تحديث :

رضوان مبشور

من المؤكد أن هذا السؤال يطرحه الكثيرون، ولكل تحليله الخاص، لكن للعلاقات الدولية أيضا منطقها وتكتيكها الخاص.

لن نعود كثيرا إلى الوراء لمحاولة فهم عدم تركيز المغرب بشكل كبير على استرجاع هاتين المدينتين السليبتين، ففي يوليوز 2015، أثار تصريح عفوي لرئيس الحكومة آنذاك، عبد الإله بنكيران، الكثير من اللغط في المغرب، ومن المؤكد أن صداه وصل الجارة الشمالية، بعدما أكد أن «الوقت لم يحن بعد للمطالبة باسترداد مدينتي سبتة ومليلية». ودعا الفرقاء السياسيين إلى الابتعاد عما وصفه بـ»المزايدات السياسية في هذه القضية»، مركزا على أن «إسبانيا شريك اقتصادي مهم للمملكة».

المثير في الأمر أن هاتين المدينتين المغربيتين، لا تصنفهما الأمم المتحدة ضمن المناطق المحتلة، وهو ربما ما قد يصعب من مهام المغرب الذي لا يرغب بحسب العديد من المحللين في تشتيت جهده، من خلال فتحه لجبهتين في وقت واحد، جبهة فوق رمال الصحراء الملتهبة في الجنوب مع البوليساريو والجزائر، وجبهة في أقصى الشمال ضد إسبانيا، التي تعتبر اليوم أكبر شريك تجاري للمغرب. لكن بين هذا وذلك ورغم أن الأمم المتحدة لا تصنف المدينتين مستعمرتين، غير أن المغرب الرسمي والشعبي لا يعترف بشرعية التواجد الإسباني في المدينتين، ويعتبرهما جزءا من أراضيه، كما يعتبرهما من أواخر معاقل البؤر الاستعمارية في القارة السمراء.

لكن أستاذ العلاقات الدولية إدريس الكريني، يرى عكس ذلك، فيقول إن: «الملك محمد السادس طرح في الكثير من الأحيان هذا المطلب بسبل تأخذ بعين الاعتبار طبيعة العلاقات المتينة بين الدولتين، وذلك لأن هناك مصالح عدة تجمع بينهما». مضيفا: «مسألة سبتة ومليلية ما زالت مطروحة في الخطاب السياسي المغربي على المستويات الرسمية، وحتى في عهد الملك الراحل الحسن الثاني الكل يتذكر أنه كانت هناك دعوة لإحداث خلية تفكير مشتركة بين الرباط ومدريد لبحث هذه المسألة، كما أن عددا من الفاعلين المدنيين المغاربة والأكاديميين، وحتى السياسيين في الحكومة والبرلمان، نجدهم يتحدثون عن مطالب المغرب باسترجاع سبتة ومليلية».

عن الأيام 24

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق